بس الوجود اتغيرت ...

تشاء الظروف احيانا تغيب الانسان عن مكان بيحبه
و عن ناس استمتع برفقتهم و يسيبه وهو حامل كل جميل
من الذكريات و الاحداث و المواقف اللي بيفتكرها طول الوقت
و تحمله بالحنين و تجدد نيته دايما بالرجوع ليه ..

و تمضي الايام و برضو تشاء الظروف ترجعه للمكان تاني
بعد الغيبة يرجع يدخل بلهفة و شوق و نظرات عينيه بتسبقه
في الدخول و بتتأمل بصمت مشتاق كل ركن .. كل كرسي
و كل زاوية ياترى ايه اتغير ؟ و ايه اتحط بدال ايه ؟
الطاولة دي راحت فين ؟ الركنة دي زادت ايه ؟!..

و بعد المكان يبدأ يلف على الوجوه و يلاقي بعضها
و رغم عدم قرب اصحابها منه بس برضو بيفرح بيها
و ياخدهم بسلام و احضان وكأنهم صحبة عمر طويل
بعدها يلتفت هنا و هناك يبدأ يدور تاني ع الوجوه القربية
يمكن يلاقيها في مكان غفل يدور عليه يمكن دلوقت تظهر له
يرجع يلاقي الوش اللي كان بيفرح بشوفته و الوش اللي
كان بيضحكله و الوش اللي بتترسم نظرة مشاكسة معينة
لما بيشوفه و لما مايلاقيش الوشوش بعينه مش بييأس
يرجع يدور على نبرات الصوت يمكن دلوقت اسمع ضحكة
س و لا اسمع صوت م العالي دايما ولا شغب ع جايز ص تلاقيها
حايسة جوه كالعادة عشان كدة مش باين لها صوت طبعا ..

للاسف خاب الظن لا العين لقيتهم و لا الاذن سمعتهم
يبدأ يستوحش المكان تصعب عليه روحته و القعدة فيه
كل يوم من غيرهم و من غير حلاوة لمتهم و جمعتهم
يجاول يتأقلم بفشل مع كل وجه جديد يمكن يعوض فيهم
القديم لكن ازاي ؟ و القدام جواه محفورين ..

بس برضو بيصحى بأمل كل يوم ويروح يمكن يلاقي
الزمن رجع حد زي ما رجعه هو كمان يمكن يلاقي
عين راجعة مشتاقة زي عيينيه بتدور على اللي كانو
و جاية ترجع معاهم احلى القعدات و الذكريات
اصل بجد في الاخر الحنين فعلا غلاب ..